تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الصيدلي

في إطار تعزيز التكامل المعرفي بين العلوم التكنولوجية والعلوم الطبية، نظمت كلية الصيدلة بجامعة فاروس بالإسكندرية ورشة عمل متخصصة حول “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الصيدلي”، تحت إشراف إدارة الأنشطة الطلابية. وقد شهدت الفعالية نموذجاً متميزاً للتعاون الطلابي بين الكليات، حيث قدم الورشة الطالب حذيفة مصطفى، من كلية علوم الحاسبات والذكاء الاصطناعي، مستعرضاً الرؤى التقنية الحديثة وكيفية تطويعها لخدمة القطاع الدوائي، وسط حضور لافت من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وحشد من طلاب الكلية.

استهلت الورشة باستعراض تاريخي لنشأة الذكاء الاصطناعي ومراحل تطوره، مع تسليط الضوء على الجدل المجتمعي والفلسفي الذي صاحب ظهوره، خاصة فيما يتعلق بمخاوف إحلال الآلة محل العنصر البشري. وأوضحت الورشة أن الواقع العملي أثبت عكس ذلك؛ حيث انتقل الدور البشري إلى آفاق أكثر اتساعاً وتخصصاً، ليصبح الذكاء الاصطناعي أداة استراتيجية تهدف في المقام الأول إلى تقليل الأخطاء البشرية، وتحسين دقة النتائج المخبرية، وتعزيز كفاءة عمليات التصنيع الدوائي، مع التأكيد على أن فاعلية هذه التقنيات تظل مرهونة بقدرة الإنسان على صياغة التعليمات البرمجية الدقيقة وتوجيه الأنظمة الذكية نحو تحقيق أهداف علاجية آمنة.

ويأتي تنظيم هذه الورشة تجسيداً لحرص الجامعة على إعداد صيادلة المستقبل بمهارات تواكب الثورة الرقمية، حيث تساهم هذه اللقاءات في توسيع المدارك حول أهمية “الرقمنة الصيدلانية” ودورها في تسريع وتيرة البحث العلمي واكتشاف الأدوية. وقد أشاد الحضور بأهمية المحتوى المقدم الذي يربط بين الخوارزميات البرمجية والممارسة الصيدلية الميدانية، مما يعزز من قدرة الخريجين على الابتكار في بيئة عمل تعتمد بشكل متزايد على الحلول الذكية والبيانات الضخمة لضمان سلامة المرضى وتطوير المنظومة الصحية.